Admin مدير المنتدى
الهواية : المهنة : المزاج : الجنسية : مصرى عدد المساهمات : 189 نقاط : 492 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/02/2011 العمر : 36
| موضوع: أساسيات فى علم تفسير الاحلام الجزء الاول الثلاثاء مارس 01, 2011 8:49 am | |
| تفسير الأحلام لإبن سيرين [color=black][center]font color=][center]font] قال أبو قتادة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره. أخرجه البخاري
</STRONG>يتضمن هذا الجزا ( مرض أو هم أو غم أو كرب أو خبر مقلق في جهاد أو حرب الهلال النجوم الثريا الريح المطر الرعد البرق السيل الوحل قوس قزح البرد الخسف والزلزلة )
في تأويل السماء والليل في تأويل السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيولوالخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والسحابوالبرد والثلج والجمد السماء تدل على نفسها ، فما نزل منها أو جاء منناحيتها جاء نظيره منها من عند الله ، ليس للخلق فيه تسبب ، مثل أن يسقط منها نارفي الدور ، فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت . وإن سقطت منها نار في الأسواق ،عز وغلا ما يباع بها من المبيعات . وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات ،آذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد ، وإن نزل منها ما يدل على الخصبوالرزق والمال ، كالعسل والزيت والتين والشعير ، فإن الناس يمطرون أمطارا نافعة ،يكون نفعها في الشيء النازل من السماء ، وربما دلت السماء على حشم السلطان وذاته ،لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها ، مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها ، وضعفهم عنالخروج من تحتها فما رؤى منها وفيها ، أو نزل بها وعليها ، من دلائل الخير والشر ، وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله ، فمن صعد إليه بسلم أو سبب، نالمع الملك رفعة وعنده ، وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم ، ناله خوف شديد من السلطان ،ودخل في عزر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه ، وإن كان ضميره استراق السمع ، تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه وإن وصل إلى السماء ، بلغغاية الأمر ، فإن عاد إلى الأرض ، نجا مما دخل فيه ، وإن سقط من مكانه عطب في حاله ، على قدر ما آل أمره إليه في سقوطه ، وما انكسر له من أعضائه ، وإن كان الواصل إلىالسماء مريضا في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض ، هلك من علته ، وصعدت روحه كذلك إلىالسماء . وإن رجع إلى الأرض ، بلغ الضر فليه غايته ويئس منه أهله ثم ينجو إن شاءالله ، إلا أن يكون في حين نزوله أيضا في بئر أو حفير ثم لم يخرج منه ، فإن ذلكقبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه ، وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام ، لأن الكفارلا تفتح لهم أبواب السماء ، ولا تصعد أرواحهم إليها رؤية الأبواب فربما دلت إذا كثرتعلى الربا إن كان الناس في بعض دلائله ، أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أوعصافير أو نحو ذلك ، فإن كان الناس في جدب أمطروا مطرا وابلا ، قال الله تعالى (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) ـ القمر : 11 . ولا سيما إن نزل منها ما يدل علىالرحمة ، والخصب ، كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر . وأما إن رمى الناس منها بسهام ، فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون ، فتحت أبوابه عليهم وإن كانت السهام تجرح كل منأصابته وتسيل دمه ، فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه ، وإن كان قصدها إلىالأسماع والأبصار ، فهي يفتنة تطيش سهامها ، يهلك فيهادين كل من أصابت سمعه أو بصره . وإن كانت تقع عليهم بلا ضرر فيجمعونها ويلتقطونها ، فغنائم من عند الله ، كالجراد ،وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن ، غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد ونحوه ،أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه وأما دنو السماء ، فيدل على القرب منالله ، وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات ، وربما دل ذلك على الملهوف المضطرالداعي ، يقبل دعاؤه ويستجاب ، لأن الإشارة عند الدعاء بالعين إلى ناحية السماء ،وربما دل على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد،وكل من هو فوقكبدرجة ، الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة منامه ، وما وقع فيضميره . وأما سقوط السماء على الأرض ، فربما دل على هلاك السلطان إن كان مريضا ،وعلى قدومه إلى تلك الأرض إن كان مسافرا . وقد يعود أيضا ذلك خاصة على سلطان صاحبالمنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم ، وقد يدل سقوطها علىالأرض الجدبة ، أو كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعد سقوطها وهم حامدون ، وكانوايلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال ، فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن ،والعرب تسمي المطر سماء ، لنزوله منها ومن سقطت السماء عليه خاصة أو على أهله ، دلعلى سقوط سقف بيته عليه ، لأن الله تعالى سمى السماء سقفا محفوظا ، لقوله تعالى (وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ) ـ الأنبياء : 32وإن كانمن سقطت عليه في خاصيته مريضا في يقظته ، مات ورمي في قبره على ظهره ، إن كان نلميخرج من تحتها في المنام . ومن صعد فدخلها ، نال الشهادة وفاز بكرامة الله وجواره ،ونال مع ذلك شرفا وذكرا ومن رأى أنه في السماء ، فإنه يأمر وينهى . وقيل إن السماءالدنيا وزارة ، لأنها موضع القمر ، والقمر وزير ، والسماء الثانية أدب وعلم وفطنةورياسة وكفاية ، لأن السماء الثانية لعطارد . ومن رأى أنه في السماء الثالثة ، فإنهينال نعمة وسرورا وجواري وحليا وحللا وفرشا ، ويستغني ويتنعم ، لأن سيرة السماءالثالثة للزهرة ومن رأى أنه في السماء الرابعة ، نال ملكاً وسلطنة وهيبة ، أو دخل فيعمل ملك أو سلطان ، لأن سيرة السماء الرابعة للشمس . فإن رأى أنه في الخامسة ، فإنهينال ولاية الشرط أو قتالا أو حربا أو صنعة مما ينسب إلى المريخ ، لأن سيرة السماءالخامسة للمريخ ، فإن رأى أنه في السماء السادسة ، فإنه ينال خيرا من البيع والشراء ، لأن سيرة السماء السادسة للمشتري . فإن رأى أنه في السماء السابعة ، فإنه ينالعقارا وأرضا ووكالة وفلاحة وزراعة ودهقنة في جيش طويل ، لأن سيرة السماء السابعةلزحل . فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه المراتب أهلا ، فإن تأويلها لرئيسه أو لعقبه أولنظيره أو لسميه رأى أنه فوق السماء السابعة فإنه ينال رفعة عظيمة ،ولكنه يهلك ، ومن رأى أن السماء اخضرت ، فإنه يدل على كثرة الزرع في تلك السنة ،فإن رأى أن السماء اصفرت ، دل على الأمراض ، فإن رأى أن السماء من حديد ، فإنه يقلالمطر . وإن رأى أنه خر من السماء ، فإنه يكفر . وإن انشقت السماء وخرج منها شيخ ،فهو جدب تلك الأرض ونيلهم خصبا . فإن خرج شاب ، فإنه عدو يظهر ويسيء إلى أهل تلكالمواضع ، ويقع بينهم عداوة وتفريق . وإن خرج غنم ، فإنه غنيمة . وإن خرج إبل فإنهميمترون ويسيل فيهم سيل . وإن خرج فيهم سبع ، فإنهم يبتلون بجور من سلطان ظلوم . فإنرأى أن السماء صارت رتقا ، فإنه يحبس المطر عنهم ، فإن انفتقت ، فإن المطر يكثر ،ومن رأى أنه ينظر إلى السماء ، فإنه يتعاطى أمرا عظيما ولا يناله ، والنظر إلىالسماء ملك من ملوك الدنيا ، فإن نظر إلى ناحية المشرق ، فهو سفر وربما نال سلطاناعظيما . ومن رأى أنه سرق السماء وخبأها في جرة ، فإنه يسرق مصحفا ويدفعه إلى امرأته .ومن رأى أنه يصعد إلى السماء من غير استواء بأسنانه ، فإنه تصيبه مصيبة في نفسه أونقصان في ماله ، ويرد شيئا لا تبلغه يده ، وإن رأى أنه دخل في السماء ولم يخرج منها ، فإنه يموت أو يشرف على الهلاك ، فإن رأى كأنه يدور في السماء ثم ينزل ، فإنهيتعلم علم النجوم والعلوم الغامضة ويصير مذكورا بين الناس . فإن رأى كأنه استندإليها فإنه ينال رياسة وظفرا بمخالفيه وحكي كأن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيتثلاثة نفر لا أعرفهم ، رفع أحدهم إلى السماء ، ثم حبس الآخر بين السماء والأرض وأكبالآخر على وجهه ساجدا ، فقال ابن سيرين : أما الذي رفع إلى السماء ، فهي الأمانةرفعت من بين الناس ، وأما المحتبس بين السماء والأرض ، فهي الأمانة تقطعت ، وأماالساجد ، فهي الصلاة إليها منتهى الأمة الهواء ربمادل على اسمه . فمن رأى نفسه فيه قائماً أو جالساً أو ساعياً ، فيكون على هوى من دينه ،أو في غرر من دنياه وروحه في المشي الذي يدم عليه عمله في الهواء أو حاله فياليقظة . وآماله ، فإن كان نفي بدعة ، فهو بدعته ، وإن كان مع سلطان كافر ، فسد معهدينه ، وإلا خيف على روحه معه ، فإن كان في سفينة في البحر ، خيف عليه العطب . وإنكان في سفر ، ناله فيه خوف . وإن كان مريضا أشرف على الهلاك ، وإن سقط من مكانه ،عطب في حاله وهوى في أعماله ، لقوله تعالى ( أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) ـالحج : 31 . فإن مات في سقطته كان ذلك أدل على بلوغ غاية ما يدل عليه من يموت ،أو بدعة أو قتله أو نحو ذلك . وأما أن يبني في الهواء بنيانا ، أو يضرب فيه فسطاطا ، أو يركب فيه دابة أو عجلة ، فإن كان مريضا مات ، أو عنده مريض مات ، وذلك نعشهوقبره ، فإن كان أخضر اللون ، كان شهيدا ، وإن رأى ذلك سلطان أو أمير أو حاكم ، عزلعن عمله ، أو زال عن سلطانه بموت أو حياة ، وإن رأى ذلك من عقد نكاحا أو وبنى بأهله ، فهو في غرر معها ، وفي غير أمان منها ، وإن رأى ذلك من هو في البحر ، عطبت سفينته ، أو أسره عدوه ، أو أشرف على الهلاك من أحد الأمرين. وقد يدل ذلك على عمل فاسدعمله على غير علم ، ولا سنة ، إذا لم يكن بناه على أساس ، ولا كان سرادقه أووفسطاطه على قرار وأما الطيران في الهواء ، فدال على السفر في البحر ، أو في البر .فإن كان ذلك بجناح ، فهو أقوى لصاحبه وأسلم له وأظهر ، فقد يكون جناحه مالا ينهض به ، أو سلطانا يسافر في كنفه وتحت جناحه وكذلك السباحة في الهواء ، وقد يدل أيضا إذاكان بغير جناح ، على التغرير فيما يدخل فيه جهاد أو حسبه أو سفر في غير أوان السفر ، في بر أو بحر ، ومن رأى أنه طار عرضا في السماء ، سافر سفرا بعيدا أو نال شرفاوأما ا لوثب ، فدال على النقلة مما هو فيه إلى غيره ، إما من سوق إلى غيره ، أو مندار إلى محلة ، أو من عمل إلى خلافه على قدر المكانين ، فإن وثب من مسجد إلى سوق ، آثر الدنيا على الآخرة ، ومن سوق إلى مسجد،فضد ذلك وقد يترقى الطيران في الهواءلم يكثر الأماني والآمال ، فيكون أضغاثا . ومن وثب من مكان إلى مكان ، تحول من حالإلى حال . والوثب البعيد سفر طويل ، فإن اعتمد في وثبه على عصا ، اعتمد على رجل قويوأما ألوان الهواء ، فإن اسودت عين الرائي حتى لم ير السماء ، فإن كانت الرؤيا فيخاصته أظلم ما بينه وبين من فوقه من الرؤساء ، فإن لم يخصه برئيس ، عمي بصره وحجبمن نور ا لهدى نظره ، فإن كانت الرؤيا للعالم وكانوا يستغيثون في المنام أو يبكونأو يتضرعون ، نزلت بهم شدة على قدر الظلمة ، إما فتنة أو غمة أو جدب وقحط . وكذلكاحمرار والعرب تقول لسنة الجدب : سنة غبراء ، لتصاعد الغبار إلى الهواء من شدة الجدب ، فيكون الهواء في عين الجائع يتخايل له أن فيه دخانا ، فكيف إذا كان الذيأظلم الهواء منه دخانا ، فإنه عذاب من جدب أو غيره ، وأما الضباب فالتباس وفتنةوحيرة تغشى الناس النور بعد الظلمة لمن رآه للعامةإن كانوا في فتنة أو حيرة ، اهتدوا واستبانوا ،وانجلت عنهم الفتنة ، وإن كان عليهمجور ذهب عنهم ، وإن كانوا في جدب ، فرج عنهم وسقوا وأخصبوا . ويدل للكافر علىالإسلام ، وللمذنب على التوبة ، وللفقير على الغنى ، وللأعزب على الزوجة ،وللحاملعلى ولادة غلام ، إلا أن تكون حجزته في تختها ، أو صرته في ثوبها ، أو أدخلته فيجيبها ، فولد لها جارية محجوبة جميلة . وأما الليل والنهار ، فسلطانان ضدان ،يطلبان بعضهما بعضا . والليل كافر . والنهار مسلم ، لأنه يذهب بالظلام ، واللهتعالى عبر في كتابه عن الكفر بالظلمات ،وعن دينه بالنور ، وقد يدلان على الخصمينوعلى الضرتين وربما دل الليل على الراحة ، والنهار على التعب والنصب . وربما دلالليل على النكاح ،والنهار على الطلاق ، وربما دل الليل على الكساد وعطله الصناعوالسفار ،والنهار على النفاق وحركة الأسواق والأسعار ، وربما دل الليل على السجنلأنه يمنع التصرف مع ظلمته ،والنهار على السراج والخلاص والنجاة ، وربما دل الليلعلى البحر ،والنهار على البر . وربما دل الليل على ا لموت ، لأن الله تعالى يتوفىفيه نفوس النيام ،والنهار على البعث . وربما دلا جميعا على الشاهدين العدلين ،لأنهما يشهدان على الخلق فمن رأى الصبح قد أصبح ، فإن كان مريضا انصرم مرضه بموت أوعافية . فإن صلى عند ذلك الصبح بالناس ، أو ركب إلى سفر ، أو خرج إلى الحج ، أو مضىإلى الجنة ، كان ذلك موته ، وحسن ما يقدم عليه من الخير ، وضياء القبر . وإن استسقىماء أو جمع طعاما أو اشترى شعيرا ، فإن الصبح فرجه مما كان فيه من العلة ، وإن رأىذلك مسجون خرج من السجن ، وإن رأى ذلك معقول عن السفر في بر أو بحر ، ذهبت عقلتهوجاءه سراحه ، وإن رأى ذلك من نشزت عليه زوجته فارقها وفارقته ، لأن النهار يفرقبين الزوجين ا لمتآلفين ، وإنرأى ذلك مذنب غافل بطال، أو كافر ذو هوى ، تاب عنحاله واستيقظ من غفلاته وظلماته . وإن رأى ذلك محروم أو تاجر قد كسدت تجارته وتعطلسوقه ، تحركت أسواقهما وقويت أرزاقهما . وإن رأى ذلك من له عدو كافر يطلبه ، أووخصم ظالم يخصمه ، ظفر بعدوه واستظهر بالحق عليه ، وإن رأى ذلك للعامة وكانوا فيحصار وشدة أو وجور أو جدب أو فتنة ، خرجوا من جميع ذلك ونجوا منه وكذلك دخول الليلعلى النهار يعبر في ضد النهار على أقدار الناس ، وما في اليقظة . ومن رأى كأن الدهركله ليل لا نهار فيه ، عم أهل تلك الناحية فقر وجوع وموت . وإن رأى أن الدهر كليهليل ، والقمر والكواكب تدور حول السماء ، عم أهل ذلك المكان ظلم وزير أو كاتبوالظلمة :ظلم وضلالة ، وإذا كان معها الرعد والبرق فهي أبلغ في ذلك ، وقال بعضهم :طلوع الفجر يدل على سرور، وأمن وفرج من الهموم ، وأول النهار يدل على أو الأمر الذييطلبه صاحب الرؤيا ونصف النهار يدل على وسط الأمر ، ولآخر النهار يدل على آخرالأمر . ومن رأى أنه ضاع له شيء فوجده عند انفجار الصبح ، فإنه يثبت على غريمه ماينكره بشهادة الشهود ، لقوله تعالى ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) ـ الإسراء : 78 .ومن رأى أن الدهر كله نهارا لا ليل فيه ، والشمس لا تغرب بل تدور حول السماء ، دلذلك على أن السلطان يفعل برأيه ولا يستشير فيما يريده من الأمور والنور هو الهدى منالضلالة وتأويله بضد الظلام ، رأت آمنة أم النبي صلوات الله عليه وسلامه ،كأن نوراأخرج منها أضاءت قصور الشام من ذلك النور ، فولدت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الشمس في الأصل الملك الأعظم ، لأنها أنور ما السماءمن نظرائها ، مع كثرة نفعها وتصرف كل الناس في مصالحها ، وربما دلت على ملك المكانالذي يرى الرؤيا فيه ، وفوقه أرفع منه تدل السماء عليه ، وهو ملك الملوك وأعظمالسلاطين ، لأن الله سبحانه وتعالى ملك الملوك وجبار الجبابرة ومدير السماء ومنفيها والأرض ومن عليها . وربما دلت الشمس على سلطان صاحب الرؤيا ، إذا رآها خاصةدون الجماعة والمجامع ، كأميره وعريفه أو أستاذة أو والده ، أو زوجها إن كانت امرأة ، وربما دلت على المرأة الشريفة كزوجة الملك أو الرئيس أو السيد أو ابنته ، أو أمهأو زوجة الرائي ، أو أمه أو ابنته ، أو جمالها . والشعراء يشبهون جمال العذارىبالشمس في الحسن والجمال . وقد قيل : إنها كانت رؤيا يوسف عليه السلام دالة على أمه ، وقيل : بل على خالته زوجة أبيه ، وقيل بل على جدته ، وقيل :بل كانت دالة على أبيهوالقمر على أمه ، وكل ذلك جائز في التعبير ، فإن دلت الشمس على الوالد فلفضلها علىالقمر بالضياء والإشراق ، وإن دلت على الأم فلتأنيثها وتذكير القمر ، فما رؤى الشمسمن حادث ، عاد تأويله على ما يدل عليه ممن وصفاه على أقدار الناس ومقادير الرؤياودلائلها وشواهدها . وإن رؤيت ساقطة على الأرض ، أو ابتلعها طائر ، أو سقطت فيالبحر أو احترق بالنار وذهبت عينها أو اسودت وغابت في غير مجراها من السماء ، أودخلت في بنات نعش ، مات المنسوب إليها . وإن رأى بها كسوفا أو غشاها سحاب أو تراكمعليها غبار أو دخان حتى نقص نورها ، أو رؤيت تموج في السماء بلا استقرار ، كان ذلكدليلا على حادث يجري على المضاف إليها مرض أو هم أو غم أو كرب أوخبر مقلق إلا أن يكون من دلت عليه مريضا في اليقظة ، فإن ذلك موته ، وإن رآها قداسودت من غير سبب غشيها ولا كسوف ، فإن ذلك دليل على ظلم المضاف وجوره ، أو علىكفره وضلالته وإن أخذها في كفه أو ملكها فيحجره أو نزلت عليه في بيته بنورهاوضيائها ، تمكن من سلطانه وعز مع ملكه ، إن كان ممن يليق به ذلك ، أو قدوم رب ذلكالمنزل إن كان غائبا ،سواء رأى ذلك ولده أو عبده أو غلاما يفرق بين الذكر والأنثىبزيادة تلتمس من الرؤيا ، مثل أن يأخذها فليسترها تحت ثوبه ، أو يدخلها في وعاء منأوعيته ، فيشهد بذلك فيها بالإناث المستورات ، ويكون من يدل عليه جميلا مذكورا بعلمأو سلطان . وإن كانت في هذه الحال مظلمة ذاهبة اللون ، غدر بالملك في ملكه ، أو فيأهله ، إن لاق ذلك به ، وإلا تسور عليه سلطان ، أو عداه عليه عامل ، أو قدم غائب ،أو مات من عنده من المرضى ،والحوامل سقط جنينها ، أو ولدت ابنا يفرق بين هذه الوجوه ، بزيادة الأدلة ومن رآها طالعة من المغرب أو عائدة بعد غروبها أو راجعة إلى المكانالذي منه طلوعها ، ظهرت آية وعبرة على ما هيأتها بزيادة أدلتها . وربما دل ذلك علىرجوع المنسوب إليها عما أمله من سفر أو عدل أو جور ، على قدر منفعة طلوعها ومغيبها ، وأوقات ذلك . وربما دل على نكسة المنسوب إليها من المرضى ، وربما دل مغيبها منبعد بروزها لمن عنده حمل ، على موت الجنين بعد ظهوره . وربما دل على قدوم الغائب منسفره والأموال العجيبة ، وربما دل مغيبها على إعادة المسجون إلى السجن بعد خروجه ،وربما دل على من أسلم من كفره ، أو تاب من ظلمه على رجوعه إلى ضلالته . وإن رأى ذلكمن يعمل أعمالا خفية صالحة أو رديئة ، دل على سترته وإخفاء أحواله ، ولم تكشفأستاره لذهاب الشمس عنه ، إلا أن يكون ممن أهديت إليه في ليلته زوجة ، أو اشترىسرية ، قال : الزوجة ترجع إلى أهلها ، والسرية تعود إلى بائعها . وقد يدل أيضاطلوعها من بعد مغيبها لمن طلق زوجته على ارتجاعها ، ولمن عنده حبلى على خلاصها ،ولمن تعذرت عليه معيشته أو صنعته على نفاقها ، وخاصة إن كان صلاحها بالشمس كالقصاروالغسال وضرائب اللبن وأمثال ذلك ، لمن كان مريضا على موته ، لزوال الظل المشبهبالإنسان مع قوله تعالى ( ثم جعلنا الشمس عليه دليلا * ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) ـ الفرقان : 46,45 في جهاد أو حرب على النصر ، لأنها عادتليوشع بن نون عليه السلام في حرب الأعداء له ، حتى أظهره الله عليهم ، ولمن كانفقيرا في يوم الشتاء ، على الكسوة والغنى ،وفي يوم الصيف على الغم والمرض والحمىوالرمد وجلوس الميت في الشمس في الصيف دلالة على ما هو فيه من العذاب والحزن ، منأجل مصاحبة السلطان ، أو من سبب من نزلت عليه على قدره وناحيته ومن رأى أنه تحولشمسا ، أصاب ملكا عظيما على قدر شعاعها . ومن أصاب شمسا معلقة بسلسلة ،ولي ولايةوعدل فيها . وإن قعد في الشمس وتداوى فيها ، نال نعمة من سلطان ، ومن رأى أن ضوءالشمس وشعاعها من المشرق إلى المغرب ، ومن رأى أنه ملك الشمس أو تمكن منها ، فإنهيكون مقبول القول عند الملك الأعظم . فمن رآها صافية منيرة قد طلعت عليه ، فإن كانواليا نال قوة في ولايته ، وإن كان أميرا نال خيرا من الملك الأعظم . وإن كان نمنالرعية رزق رزقا حلالا، وإن كانت امرأة رأت من زوجها ما يسرها . ومن رأى الشمس طلعتفي بيته ، فإن كان تاجرا ربح في تجارته ، وإن كان طالبا للمرأة أصاب امرأة جميلة ،وإن رأت ذلك امرأة تزوجت واتسع عليها الرزق من زوجها وضوء الشمس هيبة الملك وعدله ،ومن كلمته الشمس نال رفعة من قبل السلطان ، ومن رأى الشمس طلعت على رأسه دون جسده ،فإنه ينال أمرا جسيما ودنيا شاملة . وإن طلعت على قدميه دون سائر جسده ، نال رزقاحلالا من قبل الزراعة ، فإن طلعت على بطنه تحت ثيابه والناس لا يعلمون أصابه برص ،وكذلك على سائر أعضائه من تحت ثيابه . ومن رأى بطنه انشق وطلعت فيه الشمس ، فإنهيموت ، فإن رأت امرأة أن الشمس دخلت من جرابها وهو طوقها ثم خرجت من ذيلها ، فإنهاتتزوج ملكا ويقيم معها ليلة ، فإن طلت على فرجها ، فإنها تزني
، وإن رأى أنالشمس غابت كلها وهو خلفها يتبعها ، فإنه يموت ، فإن رأى أنه يتبع الشمس وهي تسيرولم تغب فإنه يكون أسيرا مع الملك . فإن رأى الشمس تحولت رجلا كهلا ، فإن السلطاتيتواضع لله تعالى ويعدل وينال قوة ، وتحسن أحوال المسلمين ، فإن تحولت شابا ، فإنهيضعف حال المسلمين ويجور السلطان . فإن رأى نارا خرجت من الشمس فأحرقت ما حواليها ،فإن الملك يهلك أقواما من حاشيته ، فإن رأى الشمس احمرت ، فإنه فساد في مملكته .فإن رآها اصفرت ، مرض الملك . فإن اسودت يغلب ، وتتم عليه آفة . فإن رأى أنها غابت ، فاته مطلبه ومنازعة الشمس الخروج على الملك ، ونقصان شعاع الشمس انحطاط هيبةالملك . فإن رأى الشمس انشقت نصفين فبقي نصفها وذهب الآخر ، فإنه يخرج على الملكخارجي ، فإن تبع النصف الباقي الذاهب وانضماً وعادت شمساً صحيحة ، فإن الخارجي يأخذالبلد كله، فإن رجع النصف الذاهب إلى النصف الباقي وعادت الشمس كما كانت عاد إليهملكه وظفر بالخارجي . فإن صار كل واحد من النصفين شمسا بمفرده ، فإن الخارجي يملكمثل ما مع الملك من الملك ، ويصير نظيره ، ويأخذ نصف مملكته . فإن رأى الشمس سقطت ،فهي مصيبة في قيم الأرض أو في الوالدين .فإن رأى كأن الشمس طلعت في دارفأضاءت الدار كلها ، نال أهل الدار عزة وكرامة ورزقا ومن رأى أنه ابتلع الشمس ،فإنه يعيش عيشا مغموما . فإن رأى ذلك ملك مات . ومن أصاب من ضوء الشمس ، آتاه اللهكنزاً ومالاً عظيماً . ومن رأى الشمس نزلت على فراشه ، فإنه يمرض ويلتهب بدنه . فإنرأى :أنه يفعل به خير ، دل على خصب ويسار ، ويدل في كثير من الناس على صحة . ومنأخذت الشمس منه شيئا أو أعطته شيئاً ، فليس بمحمود . ومن دلائل الخيرات أن يرىالإنسان الشمس على هيأتها وعادتها ، وقد تكون الزيادة والنقص فيها من المضار. ومنوجد حر الشمس فأوى إلى الظل ، فإنه ينجو من حزن . ومن وجد البرد في الظل فقعد فيالشمس ذهب فقره ، لأن البرد فقر . ومن استمكن من الشمس وهي سوداء ملتهبة ، فإنالملك يضطر إليه في أمر من الأمور وحكي أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلافتفرقت الكواكب ، فكان شطر مع الشمس ، وشطر مع القمر . فقص رؤياه على عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فقال له : مع أيهما كنت ؟ قال : مع القمر فقرأ عمر ( فمحونا آيةالليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) ـ الإسراء :12 .وصرفه عن عمل حمص ، فقضى أنه خرجمع معاوية إلى صفين فقتل ومن رأى الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها ، وكان لها نور وشعاع ، فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء . فإن لميكن نور ، فلا خير فيه لصاحب الرؤيا فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه ، فإنوالديه راضيان عنه . فإن لم يكن لهما شعاع ، فإنهما ساخطان عليه . فإن رأى شمساوقمرا عن يمينه وشماله أو قدامه أو خلفه ، فإنه يصيبه هم وخوف وبلية وهزيمة ، ويضطرمعها إلى الفرار ، لقوله تعالى ( وجمع الشمس والقمر * يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) ـ القيامة : 10,9. وسواد الشمس والقمر والنجوم وكدورتها ، تغير النعم فيالدنيا . وكسوف الشمس ، حدث بالملك ومن رأى سحابا غطى الشمس حتى ذهب نورها ، فإن الملك يمرض . فإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه ، فإن الملك يموت ،وربما كانت الشمس علما من العلماء ، فإن انجلى السحاب ، انجلى الغم عنه القمر فليالأصل وزير الملك الأعظم ، أو سلطان دون الملك الأعظم ، والنجوم حوله جنود .ومنازله ومساكنه ، أو زوجاته وجواريه . وربما دل على العالم والفقيه وكل ما يهتديبه من الأدلة ، لأنه يهدي في الظلمات ، ويضيء في الحنادس . ويدل على الولد والزوجوالسيد ، وعلى الزوجة والابنة لجماله ونوره ، يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال ، فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر . ثم يجري تأويل حوادثه ومزاولته كنحو ما تقدمفي الشمس ، وربما دل على الزيادة والنقص لأنه يزيد وينقص ، كالأموال والأعمالوالأبدان ، مع ما سبق من لفظ المرور ، مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أوأتى به إليه ، فإنه يفيق من علته ويسلم من مرضه . وإن كان في نقصان الشهر ، ذهبعمره وتقرب أجله على مقدار ما بقي من الشهر ،فربما كان أياما وربما كان جمعا أوشهورا أو أعواما ، بأدلة تزاد عند ذلك في المنام أو في اليقظة . وإن نزل في أولالشهر ، أو طلع على من له غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره . وإن كان ذلك في آخرالشهر ، بعد في سفره وتغرب عن وطنه . ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده ، تزوجزوجا بقدر ضوئه ونوره ، رجلا كان أو امرأة رأت عائشة رضوان الله عليها ، ثلاثةأقمار سقطت في حجرتها ، فقصت رؤياها على أبيها ،رضي الله عنه ، فقال لها : إن صدقترؤياك ، دفن في حجرتك ثلاثة هم خير أهل الأرض فإن رأى القمر غاب ، فإن الأمر الذيهو طالبه من خير أو شر قد انقضى وفات . فإن رآه طلع ، فإن الأمر في أوله ، ومن رأىالقمر تاما منيرا في موضعه من السماء ، فإن وزير الملك ينفع أهل ذلك المكان . ومننظر إلى القمر فرأى مثال وجهه فيه ، فإنه يموت . ومن رأى كأنه يتعلق بالقمر ، نالمن السلطان خيرا . ومن رأى كأن القمر أظلم والرائي ملك . فإن رعيته يؤذونه وينكرونأمره .ومن رأى القمر شمسا ، فإن الرائي يصيب خيرا وعزا ومالا من قبل أمهأو امرأته . ومن رأى القمر موافقه وهو موافق القمر ، فإنه يدل على المسافرينوالملاح والمنجم لرطوبته وحركته ، ولأن المنجم يعرف ما يحتاج إليه القمر وحكي أنابن عباس ، رضي الله عنهما ، رأى في ا لمنام كأن قمرا ارتفع من الأرض إلى السماءبأشطان ، فقصها على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذاك ابن عمك ، يعنينفسه ، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وحكي أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين وهو يتغذى ، فقالت : رأيت كأن القمر دخل الثريا ومناديا ينادي أن أتي ابن سيرين فقصي عليهرؤياك . فقبض يده عن الطعام وقال لها : ويلك كيف رأيت ؟ فأعادت عليه فاربد لونهوقام وهو آخذ ببطنه ، فقالت أخته مالك ؟ فقال : زعمت هذه أني ميت إلى سبعة أيامفمات في السابع ورأى رجل كأنه ينظر إلى السماء وتأمل القمر فلم يره ، فنظر إلىالأرض فرأى القمر قد تلاشى . فقص رؤياه على معبر فقال : إن كان صاحب هذه الرؤيارجلا فإنه صاحب كيمياء وذهب ، فيذهب ماله ،وإن كان فقيرا فيسقط في الثرى وإن رأتذلك امرأة ،قتل زوجها . وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأن القمر في دارنا . فقال : السلطان ينزل بمصركم الهلال يدل على الملكوالأسير والقائد والمقدم والمولود البارز من ا لرحم المستهل بالصراخ وعلى الخبرالطارئ ، والفتح ا لقادم من الناحية التي طلع منها ، وعلى الثائر والخارجي إذا طلعمن غير مكانه ، أو كانت معه ظلمة ، أو مطر بالدم أو ميازيب تسيل من غير مطر . وعلىقدوم الغائب ، وعلى صعود المؤذن فوق المنار ، لأن الناس يشخصونه بالأبصار ، ويشيرونإليه بالأصابع ، ويجاوبونه بالتكبير والتهليل . وعلى الخطيب فوق المنبر . وعلىالمصلوب الشريف . وربما دل على تمام الآجال ، وأذن باقتضاء الدين لرائيه أو عليه .وربما دل على ا لحج من رآه في أشهر الحج أو في أيامه ، إن كان في الرؤيا ما يؤيدهمن تلبية أو حليق رأس أو عرى أو نحو ذلك ، لأن الأهلة مواقيت كما قال تعالى. فمنرأى هلالا طالع من مشرق أو مغرب ، والناس ينظرون إليه بعد أن لا يكون ذلك أول ليلةمن الشهر أو آخر ليلة منه ، فإنه خير أو فتح يأتي الناس بأمر مشهور من تلك الناحيةالتي طلع منها . فإن كان ضياء ونور كان الناس عند ذلك يحمدون الله ويقدسونه ، فإنهأمر صالح . فكيف إن كانت أقباس النور تقذف منه وإن كان مظلما أو مخلوقا من نحاس أوفي صفة حية أو عقرب ، فلا خير فيه ، فإن زاد كبره أو مشى في السماء ، دام ذلكوانتشر . وإن ذهب وتلاشى واضمحل وغاب عن الأبصار ، ذهب ما يدل عليه من قرب تحفته أوبطلانه . فإن دل على الثأر ، دل على دماره وهلاكه وتلاشى أمره . وإن انفرد برؤيتهفي بيته أو دون الجماعة والجامع ، أو رآه نزل إليه أو قبض عليه أو وقع في حجره ، قدغائبة إن كان ذلك في إقبال الهلال ، وإلا بعدت شقته وطالت سفرته . وإن كان عندهمريض أو حمل أو مسجون ، عبرت عنه كالذي قدمناه في القمر وقال بعضهم : من رأى هلالاقدرا موافقا ، ولد له ولد مبارك ، أو ولي ولاية جليلة . وإن كان تاجرا ربح فيتجارته والأهلة المجتمعة حج ، لقوله تعالى ( يسألونك عن الأهلة ) ـ البقرة :189.ومنرأى الهلال أحمر ، فإن امرأته تسقط سقطا . وإن رأى الهلال وقع على الأرض هلك رجلعالم أو ولد له . فإن رأى الناس يلتمسون الهلال ولا يجدونه ولا يراه أحد سواه فإنه يموت . وقال بعضهم : من رأى الهلال ، نصر على عدوه وظفر به النجوم فإنها تدل على عالم الناس ، والمذكر منها رجال، والمؤنث نساءوالعظام منها أشراف الناس ، والصغار عامة أو صبيان أو عبيد ، ونجوم الهداية صحابةرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، رضوان الله عليهم وعلماء وفقهاء ، لقوله عليهالسلام ، أصحابي كالنجوم ، والتي عبدت من دون الله وافتتن بها خلق من خلق الله ،وما ذكر في الأخبار أنها مسخت كالشعرى العبور، والزهرة وسهيل ونساء لا خير فيأديانهم ولا أحوالهم . فإن كان الرائي سلطانا فالنجوم جنده وطلابه، وإن كان عروسا ،فالنجوم رجاله ، وإن كان عروسه فالنجوم نساؤها . فمن رأى قمرين يتقانتلان في السماءمع كل واحد منهما نجوم ، كان ذلك اختلافا أو حربا بين ملكين أو وزيزرين أو رجلينعظيمين ، والغائب منهما مغلوب ، يستدل عليه بناحيته في الأفق ومكانه في السماء ،فيضاف إلى ملك ذلك الملك في الأرض ، وكذلك إذا رأى كوكبين يقتتلان ومعهما نجوم تتبعكل واحد منهما .وإن لم يكن معهما نجوم ، ورأى ذلك في خاصيته أو بيته وكان له زوجتانأو شريكان ، كان الاختلاف بينهما باللسان أو باليد . وإن رأت ذلك امرأة أو عبد ، أورآهما يقاتلان على رأسه أو سقطا ، كذلك يتقاتل عليهما الزوج أو السيد مع أخيه أو معرجل شريف من جنسه . وقد يدل ذلك في العبد على خصام يقع بين بائعه ومشتريه ، وقد يدلفي المرأة على شر يدور بين ولديها أو بين ابنتيها أو بين والدها وزوجها ، أو بينزوجها وابنها إن كان أحد النجمين أكبر من الآخر وأما سقوط النجوم في الأرض أو فيالبحر أو احتراقها بالنار ، أو التقاط الطير لها ، فدلالة على موت يقع بين الناس ،أو قتل على قدر الكثرة والقلة ، وقد يقع ذلك في جنس دون جنس، إن عرف الجنس الساقطمن الكواكب ،وأما من ملك النجوم في حجره، أو كان يرعاها في السماء أويديرها في الهواء ، فإن كان أهلا للسلطان ناله ، وكان واليا على الناس أو قاضيا أومفتيا. وإن كان أوضع من ذلك ، فلعله ينظر في علم النجوم وأما سقوطها عليه أو علىرأسه ، فإن كان مريضا مات . وإن كان غريما عليه ديون منجمة ، أو كان عبدا مكاتبا ،حلت نجومه وطولب بما عليه . وكذلك إن رأى جسمه عاد نجوما ، أو رأسه ، فإن كانتالنجوم له على الناس منجمة ، وصلت إليه واجتمعت له ،وكذلك لو كان يلتقطها من الأرضأو من السماء لدنوها منه . وإن سقط النجم على من له غائب قدم عليه ، وإن سقط علىحامل ولدت غلاما مذكورا شريفا ، إلا أن يكون من النجوم المؤقتة كبنات نعش والشعريينوالزهرة ، فالولد جارية على قدر ذكر النجم وجماله وجوهره . وقد يدل على موت الحامل ، إذا أيد ذلك شاهد معه يشهد بالموت . وأما رؤية الكواكب بالنهار ، فدليل علىالفضائح والاشتهار ، وعلى الحوادث الكبار ،وعلى المصائب والبوار . وعلى قدر الرؤياوعمومها وخصوصها ، وكثرة النجوم وقلتها ، قال النابغة الذبياني يذكر يوم حرب تبدوكواكبه والشمس طالعة لا النور نور ولا الإظلام أظلام ومن رأى النجوم مجتمعة في داره ، ولها نور وشعاع ، فإنه يصيب فرحا وسرورا ويجتمع عنده أشراف الناس على السرر . وإنلم يكن لها نور ، فهي مصيبة تجمع أشراف الناس . فإن رأى أنه يقتدي بالنجوم ، فإنهعلى ملة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه على الحق . فإن رأى أنه يسرقنجما من السماء ، فإنه يسرق من ملك شيئا له خطر ، ويستفقد رجلا شريفا . ومن رأى أنهتحول نجما فإنه يصيب شرفا ورفعة . ومن رأى أنه أخذ كوكبا ، رزق ولداً شريفا كبيرا .فإن رأى أنه مد يده إلى السماء فأخذ النجوم ، نال سلطانا وشرفا ومن رأى سبيلًا طلعولا مشقة ، نال سلطانا ونعمة ، وأمن مكايد عدوه . فإن رأى أنه أخذ السماء عليه ،أصابه الإدبار إلى آخر عمره. ومن طلعت عليه الزهرة ، ناله الإقبال وكذلك المشتري .ومن ركب كوكباً أصاب سلطاناً وولاية وخيراً ومنفعة ورياسة وقال بعضهم : من رأى أنالكواكب ذهبت من السماء ذهب ماله إن كان غنيا ، وإن كان فقيرا مات . فإن رأى بيدهكواكب صغاراً فإنه ينال ذكراً أو سلطاناً بين الناس . ومن رأى كوكبا على فراشه ، فإنهيصير مذكوراً ، فإنه يفوق نظراءه ، أو يخدم رجلا شريفا . ومن رأى الكواكب اجتمعتفأضاءت ، دل على أنه ينال خيرا من جهة السفر . فإن كان مسافراً ، فإنه يرجع إلى أهلهمسروراً وقال بعضهم : من رأى الكواكب تحت سقف ، فهو دليل رديء ، وتدل على خراب بيتصاحبها ، وتدل على موت رب البيت . ومن رأى أنه يأكل النجوم ، فإنه يستأ كل الناسويأخذ أموالهم . ومن ابتلعها من غير أكل ، تداخله أشراف الناس في أمره وسره ، وربماسب الصحابة رضي الله عنهم . ومن امتص الكواكب ، فإنه يتعلم العلماء علما ً الثريا وهو رجل حازم الرأي ، يرى الأمور في المستقبل ، لأنه إذاطلع غدوة فهو أول الصيف . وإذا كان سمت رؤوس الناس بالغداة ، فإنه وسط الصيف ، وإذاطلع عشاء ، فإنه أول الشتاء . وإذا دل على فساد الدين ، فهو رجل كاهن . وإذا دل علىالتجارة ، فإنه بصير . فإن رأى أن الثريا سقطت ، فهو موت الأنعام وذهاب الثماروالثريا مشتقة من الثرى ، وقيل : إنها تدل على الموت لاسمها وأما الخمسة السيارة :فزحل صاحب عذاب الملك . والمشتري صاحب مال الملك . والمريخ صاحب حرب الملك .والزهرة امرأة الملك . وعطارد كاتب الملك ، وسهيلمسخ . رجل عشار ، وكذلككان
والشعرى تعبد من دون الله سبحانه وتعالى، وتأويلها أمر باطل . وبنات نعش رجلعالم شريف ، لأنها من النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر . ومن رأىالكواكب تناثرت من السماء ، فهو موت الملوك أو حرب يهلك فيه جماعة من الجنود. ومنرأى كأن الفلك يدور به أو يتحرك ، فإنه يسافر ويتحرك من منزله إلى منزل ويتغير حال. ومن تحول نجما من النجوم التي يهتدى بها ، فإن الناس يحتاجون إليه في أمورهم وإلىتدبيره ورأيه الريح تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانهاعلى ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها . وربما دل على ملك السلطان وجندهوأوامره وحوادثه وخدمه وأعوانه ، وقد كانت خادما لسليمان عليه السلام . وربما دلتعلى العذاب والجوائح والآفات لحدوثها عند هيجانها ،وكثرة ما يسقط من الشجر ، ويغرقمن السفن بها ، لا سيما إن كانت دبورا ـ لأنها الريح التي هلكت عاد بها ، ولأنهاريح لا تلقح . وربما دلت الريح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات ، لأنالله عز وجل يرسلها بشرا بين يدي رحمته ، وينجي بها السفن الجاريات بأمره ، فكيفبها إن كانت من رياح اللقاح ،لما يعود منها من صلاح النبات والثمر ، وهي الصبا وقدقال، صلى الله عليه وسلم،( نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور ) والعرب تسمي الصباالقبول لأنها تقابل الدبور ، ولو لم يستدل بالقبور والدبور إلا باسمها لكفى . وربمادلت الريح على الأسقام والعلل والهائجة في الناس ، كالزكام والصداع ، ومنه قولالناس عند ذلك هذه ريح هائجة ، لأنها علل يخلقها الله عز وجل عند ريح تهب وهواءيتبدل أو فصل يتنقل فمن رأى ريحا تقله وتحمله بلا روع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة ،فإنه يملك الناس إن كان يليق به ذلك ، أو يرأس عليهم ويسخرون لخدمته بوجوه من العز ، أو يسافر في البحر سليماً إن كان من أهل ذلك أو ممن يؤمله ، أو تنفق صناعته إنكانت كاسدة . أو تحته ريح تنقله وترفعه ، ورزق إن كان فقيراً ، وإن كان رفعها إياهوذهابها به مكوراً مسحوباً وهو خائف مروع قلق . أو كانت لها ظلمة وغبرة وزعازج وحس ،فإن كان في سفينة عطبت به ، وإن كان في علة زادت به ، وإلا نالته زلازل وحوادث ، أوخرجت فيه أو أمر السلطان أو الحاكم ينتهي فيها إلى نحو ما وصل إليه في المنام . فإنلم يكن شيء من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة وزلازل مقلقة فإن رأى الريح فيتلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدر ، أو تطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام ، فإنهبلاء عام في الناس ،إما طاعون أو سيف أو فتنة أو غارة أو سبي أ و مغرموجور ونحو ذلك . فإن كانت الريح العامة ساكتة أو كانت من رياح اللقاح ، فإن كانالناس في جور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو ، بدلت أحوالهم وانتقلت أمورهم وفرجتهمومهم وريح السموم أمراض حارة . والريح مع الصفرة مرض ، والريح مع الرعد سلطانجائر مع قوة ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطانا أو سافر سفرا لا يعودمنه ، لقوله تعالى (أو تهوي به الريح في مكان سحيق) ـ الحج : 31 . وسقوط الريح علىمدينة أو عسكر ، فإن كانوا في حرب هلكوا. والريح اللينة خير وبركة ،والريح العاصفجور السلطان ، والريح مع الغبار دليل الحرب المطر يدلعلى رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه ، وعلى العلم والقرآن والحكمة، لأن الماءحياة الخلق وصلاح الأرض ومع فقده هلاك الأنام والأنعام وفساد الأمر في البروالبحر ، فكيف إن كان ماؤه لبنا أو عسلا أو وسمنا . ويدل على الخصب والرخاء ورخصالأسعار والغنى ، لأنه سبب ذلك كله ، وعنده يظهر ، فكيف إن كان قمحا أو شعيرا أوزيتا أو تمرا أو زبيبا أو ترابا لا غبار فيه ، ونحو ذلك مما يدل على الأموالوالأرزاق ، وربما دل على الحوائج النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الريح ،سيما إن كان فيه نار أو كان ماؤه حارا ، لأن الله تعالى عبر في كتابه عما أنزله علىالأمم من عذابه بالمطر ، كقوله تعالى( وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) ـالشعراء: 173 ، ـ النمل : 58 .وربما دل على الفتن والدماء تسفك ، سيما إن كان ماؤهدما . وربما دل على العلل والأسقام الجدري والبرسام، إن كان في غير وقته وفي حينضرره لبرده وحسن نقطه ، ، وكل ما أضر بالأرض ونباتها منه فهو ضار للأجسام الذينأيضا خلقوا منها ونبتوا فيها فكيف إن كان المطر خاصة في دار أو قرية أو محلة مجهولة ، وربما دل على ما نزل السلطان من البلاء والعذاب كالمغارم والأوامر ، سيما إن كانالمطر بالحيات وغير ذلك من أدلة العذاب ، وربما دلت على الأدواء والعلقة والمنعوالعطلة للمسافرين والصناع وكل من يعلم عملا تحت الهواء المكشوف لقوله تعالى ( إنكان بكم أذى من مطر ) ـ النساء : 102فمن رأى مطرا عاما في البلاد ، فإن كانالناس في شدة خصبوا ورخص سعرهم إما بمطر كما رأى ، أو لرفقه ، أو سفن تقدم بالطعام . وإن كانوا في جور وعذاب وأسقام ، فرج ذلك عنهم إن كان المطر في ذلك الحين نافعا .وإن كان ضارا أو كان فيه حجر أو نار تضاعف ما هم فيه ، وتواتر عليهم على قدر قوةالمكر وضعفه .فإن كان رشا ، فالأمر خفيف فيما يدل عليه . ومن رأى نفلسه في المطر أومحصورا منه تحت سقف أو جدار ، فأمر ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى . وإما أن يضربعلى قدر ما أصابه من المطر ، وإما أن يصيبه نافض إن كان مريضا ، أو كان ذلك أوانه ،أو كان المكان مكانه . وأما الممنوع تحت الجدار ، فإما عطلة عن عمله أو عن سفره أومن أجل مرضه أو سبب فقره ، أو يحبس في السجن على قدر منا يستدل على كل وجه منهابالمكان الذي رأى نفسه فيه ، وبزيادة الرؤيا ، وما في اليقظة ، إلا أن يكون قداغتسل في المطر من جنابة ، أو تطهر منه للصلاة ، أو غسل بمائه وجهه ، فيصح له بصره ، أو غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه، فإن كان كافرا أسلم ، وإن كان بدعيا أومذنبا تاب ، وإن كان فقيرا أغناه الله ، وإن كان يرجو حاجة عند السلطان أو عند منيشبهه نجحت لديه ، وسمح له بما قد احتاج إليه وكل مطر يستحب نوعه فهو محمود ، وكلمطر يكره نوعه فهو مكروهوقال ابن سيرين : ليس في كتاب الله تعالى فرج فيالمطر إذا جاء اسم المطر فهو غم مثل قوله تعالى ( وأمطرنا عليهم مطرا ) ـ الشعراء :173 . وقوله تعالى ( وأمطرنا عليهم حجارة ) ـ الحجر : 74 .وإذا لم يسم مطرا فهوفرج الناس عامة ، لقوله تعالى ( ونزلنا من السماء ماء مباركا ) ـ ق : 9 . وقالبعضهم : المطر يدل على قافلة الإبل ، كما أن قافلة الإبل تدل على المطر . والمطرالعام غياث ، فإن رأى أن السماء أمطرت سيوفا فإن الناس يبتلون بجدال وخصومة ، فإنأمطرت بطيخا فإنهم يمرضون ، وإن أمطرت من غير سحاب فلا ينكر ذلك ، لأن المطر ينزلمن السماء . وقيل : إنه فرج من حيث لا يرجى ، ويرزق من حيث لا يحتسب . ولفظ الغيثوالماء النازل وما شاكل ذلك ، أصلح في التأويل من لفظ المطر السحاب : يدل علىالإسلام الذي جاء به حياة الناس ونجاتهم ، وهو سبب رحمة الله تعالى لحملها الماءالذي به حياة الخلق ، وربما دلت على العلم والفقه والحكمة والبيان ، لما فيها منلطيف الحكمة بجريانها حاملة وقرا في الهواء ، ولما ينعصر منها من الماء . وربما دلتعلى العساكر والرفاق ، لحملها الماء الدال على الخلق الذين خلقوا من الماء . وربمادلت على الإبل القادمة بما ينبت بالماء كالطعام والكتان ، لما قيل إنها تدل علىالسحاب ، لقوله تعالى( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) ـ الغاشية : 17
[font=Traditional Arabic][size=25][color=blue][b]وربمادلت على السفن الجارية في الماء في غير أرض ولا سماء ، حاملة جارية بالرياح وقد تدلعلى الحامل من النساء ، لأن كلتيهما تحمل الماء وتجنه في بطونها ، إلا أن يأذن لهاربها بإخراجه وقذفه ، وربما دلت على المطر نفسه لأنه منها وبسببها ، وربما دلتعلى عوارض السلطان وعذابه وأوامره ، وإذا كانت سوداء أو كان معها ما يدل على العذاب ، لما يكون فليها من الصواعق والحجارة ، مع ما نزل بأهل الظلة حيت حسبوها عارضاتمطرهم فأتتهم بالعذاب ، وبمثل ذلك أيضا يرتفع على أهل النار فمن رأى سحابا في بيتهأو نزلت عليه حجرة | |
|