السلام عليكم .......
بالتأكيد جميعنا نؤمن بالحب وهو موجود في حياتنا
وبين اللحظات التي تغلفها بعض من السعادة في انفسنا ..
لكن هناك فرق بين الحب الحقيقي والشعور بالحب نفسه ..
وفي هذا الموضوع سوف استقصد فئة معينة من الشباب والفتيات المراهقات ..
واللذين هم نتاج هذه البيئة المتفتحة والمتحضرة والمتأثرة
بالقنوات التلفزيونية والرفاهية الزائدة ..
هم فئة من الشباب قل لديهم الوعي بأهمية ال****سيس العاطفية وقيمتها
ومعناها السامي الحقيقي وبعدها عن النزوات الجنسية ...
هم فئة من الشباب يلهثون وراء الحب لملأ الفراغات العاطفية
الموجودة بقلوبهم والتي قد تنتج عن فقدان الرابط العائلي والأخوي
أو البعد عن الناس ... أو الافتقاد للأصدقاء المخلصين الصالحين ...
وربما فقدان الاحساس بالحنان والعطف من قبل الأم ..
أو الشعور بأستصغار الناس له وقلة أهتمامهم به كشخص ...
ولا سبيل لملأ هذا الفراغ الا بالشعور بالحب والاهتمام ..
من فتاة أو شاب يملي عليها أو تملي عليه كلمات الحب المعسولة والحالمة
ويزداد الانجذاب من قبل الطرفين لاعتقاد كل منهما بانه يعيش في واحة غناء
مع فتاة جميلة تداعب احلامه ومخيلته بحبها واهتمامها به ..ولا إراديا ..
تفرض تطورات العلاقة نفسها على العلاقة ..فيزداد الاهتمام وتزداد معه الرغبة باللقاء ..
فصوت الحبيبة لايكفي والكلمات الجميلة أيضا لاتغني عن النظر
واشباع النظر الى وجه الحبيبة الفاتنة بكلامها وربما جمالها ...
وبعد فترة تزداد الحاجة الملحة للقرب والتقرب أكثر فأكثر ..
وتبدأ العلاقة بانحرافها للمسار الأيسر ..
وقد تبدأ رحلة نهايتها انكشاف للحقائق ينتهي بفراق ...
حيث هذه الحقائق لاتعدو مجرد غريزة انجذاب بين ذكر وانثى في عمر
تشتد به الغرائز ويكون اهتمام الجنسين بعالم الآخر في أشد درجاته ..
لنكتشف انه عالم مزيف أكثر من كونه حقيقي ..
وما أراه بنظري من علاقات اليوم بين الشباب والفتيات
سوى معاني ورموز باهتة لاتمت للحب بأي صلة في فعلها ...
فالحب بين الشباب اليوم عبارة عن ....
محادثة على الهاتف لساعات وساعات ...
طلعات بالسيارات وتدييت بالمطاعم ...
وهدايا بعيد الفالنتاين ... ونزوات ورغبات جنسية ملحة ..
تفرضها قلة الوعي وسوء التربية ورفقة السوء ...
وهي علاقة لايتضمنها إلتزام من أي نوع سواء كان عاطفي أو مادي ..
فكل طرف حر بأن يفعل مايشاء ماعدى الشعور بالغيرة ..
والذي اشبهه بحب التملك للشخص لا الغيرة الحقيقة عليه من آخرين ...
فهذا هو الحب الذي يسمونه حبا هذه الايام ..
ما أردت التطرق اليه ودق وتره هو موضوع شائك
يهم كل مراهق وشاب في بداية الطريق ..
وهو ماهي العلاقات بين الشاب والشابة في مجتمعنا بعيدا عن إطار الزواج
حيث لا أجد مسميا لها أفضل من أنها غير شرعية ؛
وما يحصل بها من مغالطات للأنفس وأوهام كبيرة يتشبعها الطرفان
واحلام زائفة وعواطف ومخدوعة وخادعة دون أن يدركها الطرفان
ويعلقانها تحت شماعة ( الحب ) ...
فهناك فرق بين الاعجاب والحب ...
بين الانجذاب الفطري والانجذاب الروحي ...
بين الصداقة وبين الحب ..وبين هذه العلاقات كلها وبين الزواج ...
أريد أن أوضح في موضوعي جزئا من المفهوم واللامفهوم ...
عبر مشاهد اقتبستها من واقع مجتمعنا ومايحصل فيه ...
وماهو الصواب وماهو الغلط عبر إدراك النتيجة لهذه المشاهد ...
وأخذ العبرة العامة منها ؛
وهل من هم في اعمار المراهقة يعون حقيقة مايعيشون ويسمونه حبا ! ...
(.. المشهد الاول )..
فتاة تكلم شاب لاتعرفه ولاهو يعرفها ...
ولم تكن له تجارب من هذا النوع في حياته ...
تكلمه كذا مره وتدعي باللطافه وانها وحلوه مثل السكر ...
الولد انهبل وبقى قلبه يدق كل مايسمع صوتها ...
شعر باحساس غريب ... ماله تفسير الا شي واحد ...الحب ...
قالها بدون تردد احبك ... جلست تضحك و لاردت عليه كأنها لم تسمعه ...
كلمته لفتره وثم انقطعت عنه ..
الولد صابه اكتئاب نفسي وعمل فيها مثل شكسبير العاشق ؛
(.. المشهد الثاني )..صدفه جمعت بين اثنين ...
كلموا بعض على التلفون ويمكن شافوا بعض كم مره ...
الفتاة لطيفه ويمكن جميله والشاب وسيم وجذاب ...
تعمقت علاقتهم والاثنين يحسوا بانجذاب لبعض ... قالها احبك ...
استحت وقفلت التليفون ... وهي حتنفجر من الفرحه والدنيا كلها مش سايعاها ..
يوما ما ..الولد تعرف على وحده اجمل منها بمراحل ... بنت الطف واجمل ...
بدا يطنش تلك البنت شويه شويه .. البنت عرفت انه بيكلم وحده غيرها ..
طلع الولد نصاب وانه لايحبها ولاشي مدام شاف له وحده ثانية ...
البنت تعقدت وقالت لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ...
العيال كلهم نصابين ... كلهم بدون استثناء
(.. المشهد الثالث )..
اثنين جمعت بينهم النظرات ...انجذبت له وانجذب لها ...
العلاقه حولت نفسها لحب ... هذا الانسان الي يحبها صادق في مشاعره ...
هو فعلا يحبها لكن زواج بهالعمر - 19 سنه - مستحيل ...
لكنه يحبها ...الوضع بارد مافي اي تطور ...
يحبون بعض بالتليفون وبسبب كم نظره ...الوقت يمضي ...
ويبدى البرود والجفاف يغطي على العلاقه ... خناقه ... مشكله ...
سبب تافه ... وفي غمضه عين العلاقه انتهت ... لاحب ولاكلام فاضي ...
لو كان الحب عنده قوي ... كان ما انتهاش زى الافلام الهنديه
سألناه ... ازاى انت كنت بتحبها ؟ ...
قال أنا فعلا حبيتها لكن الحب زى المرض جاني فترة وخفيت منه ...
وأستوعبت اني كنت اتوهم ! ...
(.. المشهد الرابع )..
اثنين تعرفوا على بعض بنفس الطريقه ...
وطبعا كلنا عارفين الطريقه الدوليه العالميه الموجوده
في كل بلدان العالم للتعرف على البنات وهي الترقيم طبعا ...
تعرفوا على بعض رغم انه رقمها لكن يبدو انه هذا الانسان محترم وعلى اخلاق ! ...
لكن يوم من الايام خربت اخلاقه لانه عايز يتعرف على بنت ؟ ...
المهم ماعلينا ... برضو تعمقت علاقه الاثنين ..
هذه المره الاثنين حبوا بعض ... وبعمق ... بقوا يطلعوا مع بعض ..
الثقه بينهم عمياء استسلمت له ووعدها بالزواج ...
بقت علاقتهم مشبوهه ... شقه ... مزرعه ... ووقعت الواقعه ..
مافي مشكله كل شي بخير مادام هم يحبوا بعض ...
هم الاثنين لسه شباب ... هو مايقدر يتزوج ... هو صغير وهي صغيره ...
ويبدو انه اللي يبدا بالخطأ مره واحده ... يمشى طول عمره يعمل اخطاء ...
البنت تطلع بره شافت واحد حلو رقمها ...الولد شاف له وحده احلى ورقمها
الاثنين مايدروا عن بعض ... يبدى الشك والغيره يدخل على الخط ...
والولد يصدم البنت بانه مايقدر يتزوجها ... بالنسبه للبنت فات الاوان ...
انهتك عرضها وضاعت كرامتها بسبب كلمه وحده غيرت مجرى حياتها ...
والولد جلس يضحك على نفسه مره ثانيه وتعرف على بنت ظن نفسه يحبها ...
لكن التاريخ يعيد نفسه مره ثانيه ...
مثل هذه المشاهد تحدث بين شبابنا وبناتنا في مجتمعنا وبكثرة ...
ماهي ظروفها ... وما هي دوافعها ... أهو الحرمان العاطفي ...الفراغ النفسي ..
أم هو سوء التربية وعدم الفهم لحقيقة الامور ...
معظم الشباب لا يدركون مايقدمون عليه ...
فبحجة الصداقة يمشون وراء البنات في الشوارع والاسواق ..
وبدعوة الحب يختلون برفيقاتهم ويفعلون مايفعلون ..
وبدعوة التسلية وتضييع الوقت تتناثر الارقام وتلتهب سماعات الهاتف
في منتصف الليل لما بها من ****ديث ساخنة ..
يقولون هذه حبيبتي ... وذاك حبيبي ... ومنهم من يتفاخر بعدد عشيقاته ...
لدي 7 وتلك هي المميزة ... ماهذا ؟ ...
وكأن الدنيا تحولت لمرتع للهو والعبث ببنات خلق الله في الارض ...
والادهى ان بناتنا في هذا الزمن يمتلكون من الجرأة ما يشجعهم
على الضحك واللعب في عقول الشباب ... ياخذون ماياخذون ... يتمسكنون حتى يتمكنون ...
ومن اجل بضع هدايا والفلوس يتركونهم من اجل اخرين .. كأكل اللحم ورميه عظم ! ...
عالم مجهول ... يعمل في الخفاء لاتستطيع كشفه
ولا حتى هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تستطيع منعه ..
وفي المنتصف الستالايت والبث الرقمي وايقاظ الغرائز النائمة وشعللتها ..
فتحتاج وقتها من يطفئ عطشها ويروي ظمأها ..
والضحية بناتنا وشبابنا يقعون في المحظور ..
منهم من تنتهي نهايته سعيدة ويتزوج بها حبيبته ومنهم وهذا الاغلب ..
يذهب في مفترق الطرق ويبحث عن مستقبل له مع اخرى و اخرى او ربما ليلهو فقط ...
وهل نسمي ذالك حب ؟ ...
الحب إخلاص .. معاشرة ... معاملة ... صداقه أبديه بين روحين .. إهتمام معنوي ...
حياة مشتركة .. تفاهم وأخلاص .. تكاتف .. ألفة ... انسجام .. عقلية مشتركة ...
الحب هو عمل مشترك بين أنسانين ... وعهد على الحياة طيلة العمر ...
ونستنتج من هذا انه كل هذه الصفات لاتتوافر الا بزواج أثنين ...
توافرت لهما كل ظروف الحب الحقيقي من هذه المعاني والزواج ...
هو تلك الارضية الواسعة اللي تطبق عليها هذه المعاني الرائعة ...
فبرأيي الحب يعتبر حبا إذا أوصل للزواج أو كان بزواج ...
وهي أنك تهتم لشريكك او شريكتك بالحياة ..
تعيشوا مع بعض مثل عصفورين على شجره ... تكونوا أسره كلها كتاكيت ...
أن تعيشوا مع بعض للأبد على الحلو والمر ... والأوقات السعيده والتعيسه ...
وتشارك مين أخترته بقية حياتك في روحك وقلبك وسرك وكل حياتك لبقية عمرك ...
تبنوا مع بعض مستقبلكم وحياتكم وأحلامكم ...
أنت تعطيه الحنان والحب والراحه ... وهو يعطيك العشق كله ويكون
حبيبك الذي يسهر على راحتك ويلبي رغباتك ويكون دائما قربك في الأوقات
التي تكوني فيها دائما في حاجته ...في الأوقات التي دائما تريدين فيها من يتفهمك
ويكون لك الأب والأخ والأم وكل الناس في شخص واحد ...
يكون هدفك انه تعطيه من بستانك الحب والحياة الحلوه
وهو يكون هدفه انه يحبك ويحافظ عليك مثل الوردة الجميله في عز الربيع ...
لكن ليس لفصل كامل .. بل للأبد ....
هذا هو الحب برأيي المتواضع ... تحياتى عمرو الشرقاوى